سفر حتى حضرت الجمعة فاضطرم عليهم خباؤهم نارا من غير نار يرونها » فلا بأس حينئذ بإرادة الأعم منها ومن الحرمة من إطلاق المنع في بعض الأخبار السابقة ، فما عن بعض العامة من التحريم ضعيف وإن احتمله في المفاتيح ، أما قبل الفجر فلا ريب في عدم الكراهة للأصل ، بل في التذكرة الإجماع عليه ، والله أعلم.

[ المسألة الرابعة الإصغاء إلى الخطبة هل هو واجب ؟ فيه تردد ]

المسألة ﴿ الرابعة الإصغاء إلى الخطبة هل هو واجب ؟ فيه تردد كما عن التحرير والإيضاح وظاهر غاية المراد والخراساني والكاشاني والماحوزي ينشأ من انتفاء فائدة الخطبة بدونه خصوصا الوعظ منها الذي لا قائل بالفصل بينه وبين غيره ، ولو سلم فيجب مقدمة بناء على عدم الترتيب في أجزاء الخطبة ، والأمر بالإنصات للقرآن ، ولا قائل بالفصل ، بل عن الفاضل ذكروا في التفسير أن الآية وردت في الخطبة وسميت قرآنا لاشتمالها عليه ، و

قوله ( عليه‌السلام ): « يخطب بهم » بل وقوله ( عليه‌السلام ): « فهي صلاة » قال في كشف اللثام لدلالتهما على أن الحاضرين كالمقتدين في الصلاة ، فيجب عليهم الاستماع للآية ، وقول أمير المؤمنين ( عليه‌السلام ) المروي (١) في الدعائم : « يستقبل الناس الامام عند الخطبة بوجوهم ، ويصغون اليه » وفحوى النصوص الآتية الآمرة بالصمت حال الخطبة والناهية عن الكلام ، وكونه مقدمة للسماع الذي يمكن دعوى عدم الشك في وجوبه ، خصوصا مع احتمال توقف صدق اسم الخطبة التي لم يضمحل إرادة معنى التخاطب منها عليه ، واستبعاد وجوب الاسماع دون الاستماع.

ومن الأصل وقول الصادق ( عليه‌السلام ) في صحيح ابن مسلم (٢) : « إذا خطب الامام يوم الجمعة فلا ينبغي لأحد أن يتكلم حتى يفرغ من الخطبة » بناء على

__________________

(١) المستدرك - الباب - ١٢ - من أبواب صلاة الجمعة - الحديث ٥.

(٢) الوسائل - الباب - ١٤ - من أبواب صلاة الجمعة - الحديث ١.

۴۸۶۱