الرواية على أن المدار في وجوب الصلاة وغيرها من الآثار على وجود الصّدر الذي هو وعاء القلب أو على وجودهما وإن كانت غير قابلة للإنكار ، لكونها مطلقة فتشمل ما إذا وجد القلب مع شي‌ء يسير من بقية أعضائه ، إلاّ أنها ضعيفة السند بالإرسال فلا يمكن الاعتماد عليها بوجه.

ومنها : ما رواه الصدوق عن الفضل بن عثمان الأعور عن الصادق عن أبيه عليهما‌السلام « في الرجل يقتل فيوجد رأسه في قبيلة ، ووسطه وصدره ويداه في قبيلة والباقي منه في قبيلة قال : ديته على من وجد في قبيلته صدره ويداه والصلاة عليه » (١).

والرواية بحسب السند لا إشكال فيها ، لأن طريق الصدوق إلى الفضيل بن عثمان الأعور وإن كان مشتملاً على محمد بن عيسى بن عبيد وقد ضعفه الشيخ (٢) قدس‌سره إلاّ أن الظاهر وثاقته ، لأنه وثقه النجاشي (٣) وكأن منشأ تضعيف الشيخ له هو ما ذكره ابن الوليد شيخ الصدوق قدس‌سرهما من أنه لا يعتمد على ما تفرد به محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس ، وحمله على الضعف في الرجل.

إلاّ أن النجاشي اعترض على ذلك بقوله : من مثل محمد بن عيسى ، فلعل وجه تضعيف ابن الوليد كان لخصوصية فيما يتفرد به عن يونس (٤).

ثم إن الموجود في الرجال هو الفضيل بن عثمان الأعور دون الفضل ، وصاحب الوسائل نقل الرواية عن الفضيل في كتاب القصاص في الباب الثامن من أبواب دعوى القتل وما يثبت به (٥) كما أن الصدوق إنما يروي عن الفضيل ، فالفضل كما في هذا المقام غلط من النساخ (٦).

__________________

(١) الوسائل ٣ : ١٣٥ / أبواب صلاة الجنازة ب ٣٨ ح ٤. الفقيه ٤ : ١٢٣ / ٤٢٨.

(٢) الفهرست : ١٤٠ / ٦١١.

(٣) رجال النجاشي : ٣٣٣ / ٨٩٦.

(٤) ولتوضيح ذلك راجع معجم الرجال ١٨ : ١١٩ / ١١٥٣٦.

(٥) الوسائل ٢٩ : ١٥٠ / أبواب دعوى القتل ب ٩ ح ٦.

(٦) الشيخ الصدوق قدس‌سره في هذا الباب يروي عن الفضل [ الفقيه ١ : ١٠٤ / ٤٨٤ ] وفي

۴۲۴