عبد الله عليه‌السلام قال : « كان بلال يؤذن للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وابن أُم مكتوم وكان أعمى يؤّذن بليل ويؤذن بلال حين يطلع الفجر ».

وقد أوردها في الوسائل بهذا المقدار في أبواب الأذان (١) وأخرجها بتمامها في كتاب الصوم بزيادة هذا الذيل : « فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا سمعتم صوت بلال فدعوا الطعام والشراب فقد أصبحتم » (٢) وهي واضحة الدلالة على اعتبار أذان العارف الثقة.

وربما يستدل بروايات أُخر :

منها : ما عبّر عنه بصحيحة معاوية بن وهب عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث « قال : فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن ابن أُم مكتوم يؤذن بليل ، فاذا سمعتم أذانه فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان بلال ... » إلخ (٣) بعد وضوح أن موردها أعني الصوم لا خصوصية له ، وأنها تدل على حجية قول الثقة كبلال وكشفه عن دخول الوقت مطلقاً.

وفيه : أن الدلالة وإن كانت ظاهرة لكن السند ضعيف ، فان التعبير المزبور مبنيّ على أن يكون ما في ذيل الرواية أعني قوله : قال ... إلخ من كلام الراوي ليرجع الضمير إلى الصادق عليه‌السلام ويكون من متممات الرواية ، وليس كذلك ، بل هو من كلام صاحب الوسائل ، ومرجع الضمير هو الصدوق ، وهذه رواية أُخرى مستقلة ، ومن مراسيل الصدوق ، ولم تكن جزءاً من رواية معاوية وإلا لاحتاج إلى ذكر العاطف ، بأن يقول : وقال بدل « قال » كما لا يخفى.

وقد تفطّن المتصدي للطبعة الجديدة من الوسائل لذلك فأفرد للذيل رقماً مستقلا في مقابل الصدر ، ويكشف عنه بوضوح أنهما ذكرا في الفقيه في‌

__________________

(١) الوسائل ٥ : ٣٨٩ / أبواب الأذان والإقامة ب ٨ ح ٣ ، الكافي ٤ : ٩٨ / ٣.

(٢) الوسائل ١٠ : ١١١ / أبواب ما يمسك عنه الصائم ب ٤٢ ح ١.

(٣) الوسائل ٥ : ٣٨٩ / أبواب الأذان والإقامة ب ٨ ح ٢.

۴۹۵۱