قام فصلى بهم الصبح (١) لأنّ موردها الجماعة ، وقد استدل بها بعضهم على جواز التنفل ممّن عليه القضاء.

ولكن هذه الأخبار بالرغم من صحة أسانيد جملة منها غير قابلة للتصديق ، لمخالفتها مع أُصول المذهب كما لا يخفى.

وتوجيهها كما عن بعضهم بعدم منافاتها للعصمة ومقام النبوة ، لجواز استناد غلبة النوم إليه سبحانه مراعاة للمصلحة النوعية وهي التسهيل على الأُمة كي لا يقع من ينام عن الفريضة مورداً للعتاب والتشنيع والسقوط عن الأنظار ، ولا سيما إذا كان من الأعاظم والأكابر وذوي المناصب العالية ، فإنّ له تأسياً بالمعصوم صلى‌الله‌عليه‌وآله.

يدفعه : أنه نِعم التوجيه لولا منافاته مع ما في بعض تلكم النصوص من استناده إلى الشيطان ، ففي صحيح ابن سنان : « نمتم بوادي الشيطان » وفي صحيح زرارة (٢) : « قوموا فتحوّلوا عن مكانكم الذي أصابكم فيه الغفلة » (٣).

وفي رواية دعائم الإسلام : « فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : تنحوا من هذا الوادي الذي أصابتكم فيه هذه الغفلة فإنكم بتّم بوادي الشيطان » (٤).

أضف إلى ذلك : أنه لو كان مستنداً إليه سبحانه فلما ذا كره المقام في ذلك المكان حسبما تضمنته صحيحة ابن سنان الآنفة الذكر.

فالإنصاف أنها غير صالحة للاستدلال ، ولا يكاد ينقضي العجب مما ذكره بعضهم من تصديقها في الدلالة على جواز التنفل ممن عليه الفريضة وإن كانت مرفوضة من حيث الدلالة على نومه صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الصلاة ، إذ ليت‌

__________________

(١) الوسائل ٤ : ٢٨٣ / أبواب المواقيت ب ٦١. المستدرك ٣ : ١٦٠ / أبواب المواقيت ب ٤٦ ح ١.

(٢) [ سبق أن ضعّفه في ص ٣٢٦ ].

(٣) الوسائل ٤ : ٢٨٣ / أبواب المواقيت ب ٦١ ح ١ ، ٦.

(٤) المستدرك ٣ : ١٦٠ / أبواب المواقيت ب ٤٦ ح ١.

۴۹۵۱