ومن الثاني : صحيحة أبي بصير قال : « سالت أبا عبد الله عليه‌السلام عن التطوع بالليل والنهار ، فقال : الذي يستحب ... إلى أن قال ـ : ومن ( في ) السحر ثمان ركعات ... » إلخ (١) والسند صحيح ، فان المراد من شعيب الواقع في الطريق هو العقرقوفي الثقة بقرينة رواية حماد بن عيسى عنه ، ولعله إليه يشير قوله تعالى ﴿ وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (٢) وقوله تعالى ﴿ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ (٣). وتؤيد الصحيحة نصوص أُخر ضعيفة السند.

ومن الثالث : ذيل الصحيحة المزبورة ، وموثقة سليمان بن خالد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : « صلاة النافلة إلى أن قال : ... وثمان ركعات من آخر الليل ... » إلخ (٤).

فان عثمان بن عيسى الواقع في السند وإن كان شيخ الواقفية وورد فيه من الطعن ما ورد ، إلا أنّ الكشي (٥) حكى عن بعضهم أنّه عدّه من أصحاب الإجماع مكان فضالة بن أيوب. مضافاً إلى وقوعه في أسناد كامل الزيارات (٦).

وموثقة ابن بكير عن زرارة قال : « قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ما جرت به السنة في الصلاة؟ فقال : ثمان ركعات الزوال إلى أن قال ـ : وثلاث عشرة ركعة من آخر الليل ... » إلخ (٧).

وموثقته الأُخرى قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ما كان يحمد ( يجهد )

__________________

(١) الوسائل ٤ : ٥٩ / أبواب أعداد الفرائض ب ١٤ ح ٢.

(٢) الذاريات ٥١ : ١٨.

(٣) آل عمران ٣ : ١٧.

(٤) الوسائل ٤ : ٥١ / أبواب أعداد الفرائض ب ١٣ ح ١٦.

(٥) رجال الكشي : ٥٥٦ / ١٠٥٠.

(٦) حسب الرأي السابق المعدول عنه.

(٧) الوسائل ٤ : ٥٩ / أبواب أعداد الفرائض ب ١٤ ح ٣.

۴۹۵۱