الوضعية المتحققة بأسباب خاصة ، لا أن الذبح تذكية ، وأن تأثير التذكية في الحلية والطهارة مشروطة إما جعلا أو واقعا بأمور أخر ؛ لوضوح أن الحلية والطهارة غير منوطة إلا بالتذكية ، فلا معنى لأن يكون الحيوان مذكى ، ومع ذلك لا حلال ولا طاهر.
٤٤ ـ قوله (قدّس سره) : نعم لو علم بقبوله التذكية وشك (١) ... الخ.
لا يخفى عليك أن التذكية الشرعية ربما تؤثر في الحلية والطهارة ، كما في تذكية مأكول اللحم.
وربما تؤثر في الطهارة فقط ، كما في تذكية غير المسوخ مما لا يأكل لحمه.
وربما تؤثر في الحلية فقط ، كما في الجراد والحيتان حيث إنه لا أثر لصيدها إلا حليتها لبقاء أمثالها على الطهارة حيّا وميّتا ، وعليه يحمل ما ورد من أن الجراد حيّه وميّته ذكيّ (٢) أي طاهر ، لا أنه لا يحتاج الى الذكاة من حيث الحلية ، بل ورد أن صيد الجراد ذكاته (٣) ، وأن السمك إخراجه من الماء ذكاته (٤).
فيعلم من هذه القسمة ـ بلحاظ ما ورد في هذا الباب شرعا ـ أن للتذكية في كل مورد بحسبه تأثيرا من حيث الحلية ، وتأثيرا من حيث الطهارة. وأن الحيوان له جهتان من القابلية للحلية والطهارة ، وأن التذكية لها أثران يجتمعان ويفترقان شرعا ، وإن كانت التذكية العرفية خصوص الذبح مثلا أو من حيث خصوص الطهارة فرضا.
بل ظاهر الآية (٥) المتكفلة لتحريم الميتة واستثناء ما ذكى دخل التذكية
__________________
(١) كفاية الأصول : ٣٤٩.
(٢) المحاسن : ٢ / ٤٨٠ متن الرواية الجراد ذكيّ حيّه وميّته.
(٣) لم نجد الرواية بهذه العبارة في مظانها.
(٤) وسائل الشيعة : ١٦ : الباب ٣١ من ابواب الصيد والذبائح : ٣٦٢.
(٥) المائدة : ٣.