الفصل الثاني

الشهرة الفتوائيّة (١)

من الظنون التي قد خرجت عن أصل حرمة العمل بالظن ، الشهرة الفتوائية بين القدماء من الفقهاء وهي :

عبارة عن اشتهار الفتوى في مسألة لم ترد فيها رواية معتبرة فمثلا إذا اتّفق القدماء من الفقهاء على حكم في مورد ، ولم نجد فيه نصا من أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام يقع الكلام في حجّية تلك الشهرة الفتوائية.

والظاهر (وفاقا لبعض الأعلام) حجّية مثل هذه الشهرة ، لأنّها تكشف عن وجود نص معتبر وصل إليهم ولم يصل إلينا حتى دعاهم إلى الإفتاء على ضوئه ، إذ من البعيد أن يفتي أقطاب الفقه بشيء بلا مستند شرعي ودليل معتدّ به ، وقد حكى سيد مشايخنا المحقّق البروجردي في درسه الشريف أنّ في الفقه الإمامي أربعمائة مسألة تلقّاها الأصحاب قديما وحديثا بالقبول وليس لها دليل إلاّ الشهرة الفتوائية بين القدماء بحيث لو حذفنا الشهرة عن عداد الأدلّة ، لأصبحت تلك المسائل فتاوى فارغة مجرّدة عن الدليل.

__________________

(١) وهنا ـ وراء الشهرة الفتوائية ـ شهرة روائية ، وشهرة عملية أوضحنا حالهما في «الوسيط» الجزء الثاني فلاحظ.

۲۴۸۱