الحرب قائمة أو منقضية ، هذا.

وقد أيّد المحقق الهمداني قدس‌سره ما ذكره من أن المراد من إدراكه المسلمين إخراجه من المعركة أو إدراكه حياً بعد انقضاء الحرب ، وكون المدار في سقوط التغسيل هو القتل في المعركة والحرب قائمة بقضية عمار بن ياسر ، فان الظاهر حضور المسلمين عنده حين استسقى فسقي اللبن الذي كان آخر شرابه من الدنيا مع أن أمير المؤمنين عليه‌السلام لم يغسله كما يدل عليه أخبار مستفيضة (١). فدلّ ذلك على أنه لا عبرة بإدراك المسلمين وهو حي في وجوب التغسيل ، بل يسقط عنه التغسيل وإن أدركه المسلمون حيّاً ، لأنه قتل في المعركة والحرب لم تنقض.

وفيه : أن الأخبار الدالة على أنه عليه‌السلام لم يغسل عماراً ليست بمستفيضة ولا أنها بموثقة كما عبّر عنها في الحدائق (٢).

أمّا أنها ليست بمستفيضة ، فلأن جميع الأخبار تنتهي إلى مسعدة بن صدقة (٣) وغاية الأمر أنه قد يروي ذلك عن عمّار (٤) عن أبي جعفر ، وأُخرى عن بعض ولد عدي بن حاتم ، فهي مستفيضة من مسعدة لا من الامام عليه‌السلام فلا استفاضة في هذه الأخبار.

وأما أنها ليست بموثقة فلما ذكرناه في محلِّه (٥) من أن مسعدة عامي أو بتري لم تثبت وثاقته ، فما استشهد به من الأخبار ساقط عن حيِّز الاعتبار ، هذا كلّه في هذه المقدِّمة.

__________________

(١) الوسائل ٢ : ٥٠٧ / أبواب غسل الميِّت ب ١٤ ح ٤.

(٢) الحدائق ٣ : ٤١٤.

(٣) نعم في آخر باب ١٤ من أبواب غسل الميت رواية أُخرى تنتهي إلى أبي البختري ولكنها ضعيفة ، وأما مسعدة بن صدقة فإنه موجود في أسناد كامل الزيارات ، وكذلك في تفسير علي بن إبراهيم القمي قدس‌سرهما.

(٤) كذا في مورد من التهذيب [ ١ : ٣٣١ / ٩٦٨ ] وفي الاستبصار [ ١ : ٢١٤ / ٧٥٤ ] مصدق بن صدقة كما أن في مورد آخر من التهذيب [ ٦ : ١٦٨ / ٣٢٢ ] والاستبصار [ ١ : ٤٦٩ / ١٨١١ ] مسعدة بن صدقة عن جعفر عن آبائه عليهم‌السلام.

(٥) معجم الرجال ١٩ : ١٥١ / ١٢٣٠٥ وبمضمونه في رجال الكشي : ٣٣ / ٦٤.

۴۲۴