وربما يتخيل (١) بقاء الموضوع هنا وفي مسألة الكرية بالدقة العقلية :

أما فيما نحن فيه ، فبالنظر إلى أن مثل الصلاة التي لها جامع ينطبق على المراتب المختلفة كما وكيفا ، لا تفسد بزوال جزء ولا تختل بفقده ، فالموضوع وهي حقيقة الصلاة محفوظ بالدقة.

وأما في الكرية ، فبدعوى أن الكرية كمية الماء ، والكم عرض لا يزول بزواله موضوعه ، وأخذ مقدار من الماء لا يوجب زوال الجسم الطبيعي ، لأن الاتصال عرض لا يزول الجسم بزواله وإن بقي منه شيء يسير.

وهو تخيل عجيب وتوهم غريب :

أما في الصلاة فبأنها وإن كانت ذات مراتب ، إلا أن كل مرتبة مطلوبة من طائفة لا من كل أحد.

والكلام في المرتبة المطلوبة من هذا المكلف ، والمفروض اختلال موضوع تكليفه الشخصي ، فلا مجال إلا بالمسامحة في بقاء موضوع تكليفه ، وإلاّ فبقاؤه بالمراتب الأخر المطلوبة من أشخاص آخرين ليس بالحقيقة بقاء للموجود سابقا في حقه.

وأما في الكرية ، فبأنها كمّ خاص لمتكمّم مخصوص ، فلا ينفك هذا الكم الخاص عن هذا المتكمم المخصوص ، وعرضيته غير منافية لملازمته لمتكمم بالخصوص بحيث يزول بزواله ، وإن بقي بما هو جسم ، فان موضوع الكم هو الجسم التعليمي الذي نسبته الى الجسم الطبيعي نسبة المتعين إلى اللامتعين ، فلا محالة يكون زوال الكمية الخاصة مساوقا لانتفاء تلك المرتبة من الجسم التعليمي ، وتعين الجسم الطبيعي بمرتبة أخرى منه ، فإسقاط الجسم التعليمي من البين أو توهم أنه عين العرض أوجب هذا الاشكال.

__________________

(١) محجة العلماء ٢ / ٥٦.

۴۶۴۱