والحدث ، لو كان أمرا واقعيا خارجيا لكان من جملة المقولات الواقعية.
وما يحتمل منها ليس إلا مقولة الكيف القائم بالجسم في النجاسة ، والكيف القائم بالنفس في الحدث ، لما هو المعروف بينهم من أنه حالة معنوية ، وليس بعد الجسم محل يقوم به الحدث إلا النفس ، وكلاهما مشكل.
أما الكيف القائم بالجسم ، فمن الواضح أن المتنجّس ينجس بالذات على ما هو عليه من جواهره وأعراضه ، من دون عروض كيف حقيقي عليه ، ليكون مطابق ماهية النجاسة ، وليس من شرط الملاقاة أن يستصحب أجزاء من النجس بالذات ، أو عرضه القائم به ، ولو فرض لحوق شيء منه ، فزواله محسوس بغير الماء أيضا ، فلا معنى لبقاء أمر عيني في المحل.
وأما النجس بالذات من الأعيان المعروفة من البول والغائط والميتة والكافر وغيرها ، فهي مع ما يشاكلها من الأعيان الطاهرة في الصورة النوعية والشخصية والاعراض القائمة بهما على حد سواء.
فالدم مما له نفس سائلة ، وما ليس له نفس سائلة ، والميتة منهما ، والبول والغائط من مأكول اللحم ، وغيره ، وبدون الكافر ، والمسلم كلها في جواهرها وأعراضها حسّا وعيانا على حد سواء ، فما ذلك الكيف القائم بالجسم المختص بالنجس ، أو المتنجس.
وأما الكيف النفساني القائم بالنفس في الحدث ، فالأمور القائمة بالنفس :
تارة من الصور العلمية من الاعتقادات الصحيحة التي هي كمال النفس او الاعتقادات الفاسدة التي هي نقصها ، أو غيرهما مما ليس كمالا ونقصا بهذا المعنى ، وان كان فعلية التعقل بمعنى آخر كمال الجوهر العاقل.
واخرى من الملكات الفاضلة والاخلاق الرذيلة
وثالثة من مبادئ صدور الفعل الاختياري.
والحدث ليس شيء منها جزما ؛ إذ المحتمل هو كونه حالة رذيلة توجب