المعارضة بين كل من قوله عليه السلام : ( من زاد ) وقوله عليه السلام : ( إذا استيقن ) مع قوله عليه السلام : ( لكل زيادة ونقيصة ).

فنقول : حيث إن قوله عليه السلام : ( لكل زيادة ونقيصة ) بمنزلة عامين لا عام واحد ، كما هو ظاهر ، فهو مع أنه حكم بعنوان السهو فله الحكومة ، لكنه مع ذلك أخص من قوله عليه السلام : ( من زاد ) الشامل للعمد أيضا ، إلا أن قوله عليه السلام : ( لكل زيادة ... إلى آخره ) مسوق لبيان حكم آخر ، وهو وجوب سجدتي السهو ، وإن كان يظهر منه أن الزيادة والنقيصة ليست بمبطلة على الاطلاق ، فهو متكفل لحكم الزيادة الغير المبطلة وحكم النقيصة كذلك.

ومنه يظهر حاله بالنسبة إلى المستثنى في قوله عليه السلام ( لا تعاد ) ، مع أنه أخص من حيث اختصاصه بنقص الخمسة ، دون قوله عليه السلام ( لكل نقيصة ).

وأما قوله عليه السلام : ( إذا استيقن ) مع قوله عليه السلام ( لكل زيادة ... ) إلى آخره.

فنسبتهما التباين ، ولكن قوله عليه السلام : ( إذا استيقن ) مع سلامة سنده ودلالته أظهر من قوله عليه السلام : ( لكل زيادة ) الى آخره ، حيث إن الثاني مسوق لبيان حكم آخر.

ومن جميع ما ذكرنا تبين أنه لا دليل على مبطلية الزيادة السهوية ، حتى في الأركان فتأمل.

* * *

۴۶۴۱