ثانيهما ـ مجرد الترتيب الناشئ من ترتب الثواب على فعل ما بلغ فيه الثواب.
فالعمل المترتب عليه الثواب حيث كان متقوما ببلوغ الثواب عليه ، فلذا رتبه على بلوغ الثواب.
فيكون نظير من سمع الأذان فبادر الى المسجد ، فان الداعي إلى المبادرة فضيلة المبادرة ، لا سماع الأذان ، وإن كان لا يدعوه فضيلة المبادرة إلا في موقع دخول الوقت المكشوف بالأذان.
فلا يتعين التفريع في الأول حتى ينافي الظهور المدعى سابقا.
وأما ما ذكره شيخنا العلامة الانصاري (قدّس سره) في رسالة (١) التسامح من منع دلالة الفاء على السببية والتأثير ، بل هي عاطفة.
فخلاف الاصطلاح لعدم التقابل بين السببية والعطف ، بل العاطفة تارة ـ للسببية ، وأخرى للترتيب ، وثالثة ـ للتعقيب والأمر سهل.
وقد التزم شيخنا الاستاذ (قدّس سره) في المتن بعدم منافاة كون الفاء للسببية ، وتفرع العمل على الثواب المحتمل بكونه داعيا إليه لما مرّ من الظهور بتقريب : أن العمل المنبعث عن الثواب المحتمل على ما هو عليه من عنوانه. ولا يتعنون من قبل دعوة الثواب المحتمل بعنوان يؤتى به بحيث يدعو الثواب المحتمل إلى العمل المعنون من قبل نفس دعوته.
وإذا كان العمل المدعو إليه على حاله من عنوان نفسه من دون تقيّده بعنوان من قبل الداعي حتى عنوان الانقياد ، فانه عنوان المأتي به بذاك الداعي ، لا عنوان المدعو إليه حتى يدعو إليه ذلك الداعي ، فلا ينافي ظهور الأخبار في ترتب الثواب على العمل الغير المتقيد بداعي الثواب المحتمل.
__________________
(١) مجموعة رسائل فقهية واصولية : ٢٥.