مردودات الباحثين :
وقد ناقش الامام الخوئي فيما ذهب إليه باحث مصري (١) بقوله : ويمثِّل رأي الشيعة الإماميّة طرفاً آخر في قضيّة الأحرف السبعة.
قد عبّر عن رأيهم في تفصيل ووضوح السيِّد أبو القاسم الخوئي ، في كتابه ( البيان في تفسير القرآن ) تناقضات الرواة الواردة عن الأحرف السبعة ، وقال : ( قال الصادق أنّ القرآن واحد ، نزل من عند الواحد ، ولكن الاختلاف يجيء من قِبَل الرّواة. وقال أيضاً انّ الصادق عليهالسلام حكم بكذب الرواية المشهورة بين الناس : نزل القرآن بسبعة أحرف ، ولكنّه نزل على حرف واحد من عند الواحد. وقريب من هذا أيضاً ما رواه ابن أبي داود ، عن ابن مسعود ، حين أعلن رضاه عن جمع عثمان للمصحف ) (٢).
واستطرد القول : ( أمّا الأساس الذي بنى عليه الشيعة موقفهم من هذا الحديث وغيره هو أنّ المرجع بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله في أُمور الدِّين إنّما هو كتاب الله ، وأهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرِّجس وطهّرهم تطهيرا ) (٣).
وعلّق على ذلك بقوله : ( وهذا القول لم يسلم أيضاً من التناقض ، فالمعروف أنّ ترتيب المراجع في أُمور الدِّين يجعلها هكذا : القرآن ، ثمّ السنّة ، ولكنّه جعل النبيّ أوّلاً ، ثمّ القرآن ، ثمّ أهل البيت. وعلى أيّة حال ، فإنّ لكل جماعة مسوغاتها في تقرير آرائها ) (٤).
وقد فات الباحث : أنّ النبي صلىاللهعليهوآله هو القائل إنِّي تارك فيكم الثِّقلين : كتاب الله وأهل بيتي (٥) ، وفي هذا الحديث أيضاً تقديم النبيّ صلىاللهعليهوآله على القرآن. فأمّا سنّة النبيّ صلىاللهعليهوآله عند الإماميّة ، فهي كل ما أثر منها عن أهل البيت عليهمالسلام.
وعقّب أيضاً على القول بتناقضات الروايات التي فصّلها الامام الخوئي بقوله : ( لا تعدو أن تكون ملاحظات شكليّة ، ما دامت نتيجة المواقف دائماً الأمر ، أو
__________________
(١) تاريخ القرآن / ٣٠ ، للدكتور عبد الصبور شاهين.
(٢) نفس المصدر.
(٣) نفس المصدر.
(٤) نفس المصدر.
(٥) مناقب عليّ بن أبي طالب ، لابن المغازلي الشافعي / ٢٣٤.