المرجعيّة بدايتها ونهايتها :

بدأت المرجعيّة في الإسلام بالرجوع إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّة عليهم‌السلام ، فيما شرّعه الله في هذه الآيات ﴿ فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ... (١) ﴿ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ ... (٢) لخلافتهم عن الرسول ، وبما أودعهم من علم وقضاء وحكم ، ثمّ إلى النوّاب الأربعة في النيابة الخاصّة في الغيبة الصغرى ، ثمّ إلى الأمثل من الفقهاء الذين حقّت أهليّتهم للنيابة العامّة في عصر الغيبة الكبرى.

وبذلك يحقّ لنا أن نقول : بدأ الدِّين بالوحي والبلاغ ، وانتهى إلى الفتوى والتقليد ، وبتعبير آخر بدأ بالتمسّك بالرسالة الإلهيّة ، وخُتِمَ بالأخذ من الرسالة العمليّة للفقهاء.

مقوّمات المرجعية ومراحلها :

١ ـ المرجعيّة الدينيّة : وتستلزم القدرة على الاجتهاد والإفتاء ، وتيسير الأحكام للمكلّفين.

٢ ـ المرجعيّة العلميّة : وتتطلّب التأهّل لإدارة الحوزة العلمية ، ورفع مستواها ، ومحاولة تطوير العلوم الإسلامية ، وتحويرها ، بما يُلقى عليها من دروس اجتهاديّة حرّة مستجدّة ، في مباني الفقه والأُصول ، والتفسير ، والرِّجال وهي من معدّات الاجتهاد وبما يعدّ لها من أبحاث ، ومجتهدين.

٣ ـ المرجعيّة العامّة : وتتحقّق بالتأهّل لتلك المقوّمات العلميّة والدينيّة ، لتكون قاعدة صلدة ، قادرة على أداء مسؤوليّاتها ، في تقوية الدين والإيمان ، والثّبات عليه.

٤ ـ المرجعيّة العُليا : وتستقر على ركائز القيادة العامّة ، التي تميِّزها الأعلميّة ، والاقتدار الفائق على حفظ رقعة الإسلام ، وتحصّن المسلمين ، في مختلف الأحداث العالميّة التي تهدِّدهم وتهدفهم ، وتحاول الإطاحة بهم ، وتعمل على نهب ثرواتهم ، وسحق‌

__________________

(١) النساء : ٦٥.

(٢) النساء : ٨٣.

۵۳