هدفاً يتحقّق في حياة المسلمين.
وأكثر الحكومات الإسلامية ، كانت تصرف جلّ اهتماماتها وقدراتها للإبقاء على أنفسها ، في مختلف شؤونها السياسية والإداريّة ما كانت تستنزف الجهد المضني في سبيل تركّزها ، ودعم حاكميّتها.
وانطلاقاً من إحساس الأُمّة الإسلاميّة في سلفها بضرورة الحكم الإسلامي الذي بدأه النبيّ ، واستغلّت بعد ذلك بالإجماع الذي رضخ له المسلمون ، واختلفوا أيضاً في مفهومه ومغزاه :
١ ـ الإجماع ـ عند الإماميّة ـ مجراه في فروع الأحكام الفقهيّة ، الكاشف عن قول المعصوم عليهالسلام ، ووجوده فيه ، ورضاه به ، وذلك بقاعدة اللّطف الإلهي ، وهو دليل حجّيّته ، فهو إجماع فقهي ذو حجّة شرعيّة ينجز العمل به.
٢ ـ الإجماع عند السنّة والمراد به طاعة الأُمراء ، وترك الخروج عليهم. ودليل حجّيّته الآيات والروايات (١) اللاّتي اقحمت فيه ، وهو إجماع سياسي ، بوصفه مستنداً للخلافة ، وتولِّي الأُمور. وفي واقع الأمر هو دليل نفسه ، لضعف الاستدلال بما استدلّ عليه.
وقد عاش الإمام الخوئي ظروفاً عصيبة ، متشعِّبة الاتجاهات والنّزعات ، وهو يريد للأُمّة عزّتها ، ومنعتها ، وعودتها إلى نهجها الإسلامي القويم ، لتكون كلمة الله هي العُليا.
على أنّ الإسلام : لم يفقد أُسلوب الحكم السياسي ، والضّمان الاجتماعي الأفضل ، والمذهب الاقتصادي العادل والشامل.
حياته السياسيّة :
وتطالعنا حياته الكريمة بمؤشِّرات ، ونماذج من الجهاد السياسي ، فيما قام به من مناهضات على مستوى الجهاد الديني.
وكان ينظر إلى عالم السياسة بالنظرة الدينيّة. ويرى عرض السياسة على الدِّين ، وهو
__________________
(١) الأُصول العامّة للفقه المقارن ، للعلاّمة السيد محمّد تقي الحكيم / ٢٥٧ و ٢٦١.