أبحاثه إلى الإشارة إلى المباحث العقليّة ، فإنّه يبدي رأيه فيها كخبير مُضْطلع ... ) (١).
ومن خصائص تفسيره انّه أنكر النّسخ في آيات الأحكام ، تلك التي ادّعي نسخها. وقد عالجها آية آية من الناحية التفسيرية والفقهية ، وأرجع موضوعاتها ، إلى التقييد والتخصيص ، وإخراج الخاص والمقيّد من شمول العام والمطلق ، فيما يصطلح عليه أيضاً بالنّسخ الجزئي ، إلاّ في مورد واحد من نسخ الحكم بين آيتين :
١ ـ الناسخ : آية الإشفاق (٢).
٢ ـ المنسوخ : آية النجوى (٣).
موضوع الناسخ والمنسوخ :
وقد وقع النسخ الثابت في القرآن في مورد واحد بين آيتي النجوى والإشفاق ، إلاّ أنّ مفسِّري أهل السنّة اتّسعوا في هذا النّسخ ، وعدّوا أقسامه إلى ثلاثة :
١ ـ نسخ التلاوة دون الحكم :
وهو ما أتى به عمر ، وادّعى أنّه من القرآن ، فلم يُقبل منه : ( إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتّة ﴿ نَكالاً مِنَ اللهِ. وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ (٤).
وليس هذا من النّسخ في شيء.
أ ـ لم يثبت أنّه آية من القرآن ، ولم يدخل في المصحف ، حتّى يخرج منه. وما هو مرفوض أن يكون من القرآن لا يسمّى نسخاً. وقد ذكر الإمام الخوئي في صيانة القرآن من التحريف : ( إنّ القول بنسخ التلاوة ، وهو بعينه القول بالتحريف ) (٥).
__________________
(١) ذكرى الامام الخوئي ( يادنامه آية الله العظمى خوئى ) / ١٨٥ ، بيان الدكتور السيِّد جعفر الشهيدي ، من الأساتذة والمحقِّقين في جامعة طهران ، وهو من تلاميذ حوزة الإمام الخوئي في النجف الأشرف.
(٢) المجادلة : ١٣.
(٣) المجادلة : ١٥.
(٤) البيان في تفسير القرآن / ٢٢٠ و ٣٠٤ ٣٠٥.
(٥) نفس المصدر / ٢١٩.