وانتهى إلى البحث تحت عنوان ( اعتماده السنّة الصحيحة ) : ( وهو يعتمد في تفسيره على السنّة الصحيحة عن النبي صلىاللهعليهوآله أو عن أهل بيته عليهمالسلام الّذي أوصى النبيّ صلىاللهعليهوآله بوجوب التمسّك بهم ، فقال إنِّي تارِكٌ فيكم الثّقلين ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا أبداً ... مسند أحمد ٣ / ١٢ ، ١٧ ، ٢٦ ، ٥٩.
ولا فرق عنده في السنّة الثابتة بين المتواتر منها ، والآحاد ، فهو يذهب إلى حجّيّة الخبر الواحد الثقة ، ص ٤٢٣ ) (١).
وتحت عنوان : ( اعتماد حكم العقل ) ، فقال في هذا الباب : ( ويتبع المفسِّر ما حكم به العقل الفطري الصحيح ، فإنّه حجّة من الداخل ، كما أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله حجّة من الخارج ، ص ٤٢٢ ).
وهذا الذي قاله عن الدليل العقلي هو ما التزم به الشيعة الإماميّة في ذهابهم إلى : حجّيّة العقل ، وجعل الأدلّة عندهم أربعة : الكتاب والسنّة ، والإجماع ، والعقل.
وشواهد أدلّة العقل في تفسيره ، والاحتكام إلى العقل الفطري السليم أكثر من أن تخص ، ولا حاجة لضرب الأمثال لها ، فإنّ أكثر أدلّته عقليّة ) (٢).
وهكذا اختار الإمام الخوئي هذا الاتجاه في التفسير ، خلافاً لما اختاره المفسِّرون من أن يوسعوا آفاق القرآن بآرائهم ، واستحسانهم ، تاركين ألفاظه لله ، ومعانيه لأنفسهم ، وفاتهم أنّ التصرّف في معنى القرآن تصرّف في الوحي بتحريفه عن أكمل وجوه اعجازه ، وبالتالي هبوطه إلى مستوى الفكر البشري القاصر ، وإقصائه عن المسحة الإلهيّة. فكان من الطبيعي أن يختار هذا المنهج في التفسير ، جرياً وراء إعجاز القرآن وخصائص الوحي (٣).
وقد سُئل الإمام الخوئي عن تفسير القرآن بالقرآن ، فأفتى : ( أحسن التفسير تفسير
__________________
(١) نفس المصدر / ٢٢٢.
(٢) القرآن والتفسير / ٢٢٠ ٢٢٣ ، نقلاً عن البيان.
(٣) راجع مقدّمة ( قبس من تفسير القرآن ) للحجّة الشهيد السيّد محمّد تقي الخوئي بقلم السيد الحكمي.