الإلهى في الكتاب والسنّة ، فالقرآن يصف المسيح عليه‌السلام بأنّه كلمة الله الّتي ألقاها إلى مريم العذراء ، قال تعالى :

﴿إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ. (١)

وقد فسّر الامام علي عليه‌السلام : قوله تعالى بفعله الّذي ينشئه ويمثّله ، حيث قال :

«يقول لمن أراد كونه كن فيكون ، لا بصوت يقرع ، ولا بنداء يسمع ، وإنّما كلامه سبحانه فعل منه أنشأه ومثّله».

وبذلك يظهر (٢) أنّ الصواب من الآراء المتقدّمة هو نظريّة الحكماء ، وأمّا نظرية العدلية من المتكلّمين فهي غير منطبقة على جميع مصاديق كلامه سبحانه وإنّما هو قسم قليل منه. وأمّا نظرية الأشاعرة فليس له أثر في الكتاب والسنّة.

فالعدلية أصابوا في جهة وأخطئوا في جهة اخرى ، أصابوا في جعلهم كلامه تعالى من صفات افعاله سبحانه وأخطئوا في حصره في الكلام اللفظي.

ولكنّ الأشاعرة أخطئوا في جهتين : في حصر الكلام الفعلي بالكلام اللفظي ، وفي ادّعاء قسم آخر من كلام سمّوه بالكلام النفسي وجعلوه وصفاً ذاتياً له تعالى.

__________________

(١) النساء : ١٧١.

(٢) نهج البلاغة : الخطبة ١٨٦.

۵۲۸۱