الفصل الثالث :

الخاتمية في ضوء العقل والوحي

اتّفقت الأُمّة الإسلامية على أنّ نبيّها محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله خاتم النبيّين ، وشريعته خاتمة الشرائع ، وكتابه خاتم الكتب السماوية ، ويدلّ على ذلك نصوص من الكتاب والسنّة نشير إليها ، ثمّ نجيب عن أسئلة حول الخاتمية.

نصّ القرآن الكريم على أنّه خاتم النبيين بقوله : ﴿ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ (١).

والختم هو بلوغ آخر الشيء ، يقال : ختمت العمل وختم القارئ السورة ، والختم وهو الطبع على الشيء فذلك من هذا الباب أيضاً ، لأنّ الطبع على الشيء لا يكون إلّا بعد بلوغ آخره. (٢) ثمّ إنّ ختم باب النبوّة يستلزم ختم باب الرسالة ، وذلك لأنّ الرسالة هي إبلاغ ما تحمّله الرسول عن طريق الوحي ، فإذا انقطع الوحي والاتصال بالمبدإ الأعلى فلا يبقى للرسالة موضوع. وهناك آيات أخرى تدلّ على خاتمية الرسالة المحمّدية تصريحاً أو تلويحاً يطول المقام بذكرها.

__________________

(١) الأحزاب : ٤٠.

(٢) معجم المقاييس في اللُّغة : كلمة ختم.

۵۲۸۱