«ما بعث الله نبيّاً قطّ إلّا بتحريم الخمر ، وأن يقرّ له بالبداء». (١)

إلى غير ذلك من مأثوراتهم عليهم‌السلام في هذا المجال.

والبداء في اللغة هو الظهور بعد الخفاء وهو يستلزم الجهل بشيء وتبدّل الإرادة والرأي وهما مستحيلان في حقّه تعالى.

واتّفقت الإمامية تبعاً لنصوص الكتاب والسنّة والبراهين العقلية على أنّه سبحانه عالم بالأشياء والحوادث كلّها غابرها وحاضرها ومستقبلها ، كلّيِّها وجزئيِّها ، وقد وردت بذلك نصوص عن أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام.

قال الامام الباقر عليه‌السلام : «كان الله ولا شيء غيره ، ولم يزل الله عالماً بما يكون ، فعلمه به قبل كونه كعلمه به بعد ما كوَّنه». (٢)

وقال الإمام الصادق عليه‌السلام : «فكلّ أمر يريده الله فهو في علمه قبل أن يصنعه ليس شيء يبدو له إلّا وقد كان في علمه ، إنّ الله لا يبدو له من جهل». (٣)

إلى غير ذلك من النصوص المتضافرة في ذلك.

حقيقة البداء عند الإماميّة

وبذلك يظهر أنّ المراد من البداء الوارد في أحاديث الامامية ـ ويعدُّ من العقائد الدينية عندهم ـ ليس معناه اللغوي ، أفهل يصحّ أن ينسب إلى عاقل ـ فضلاً عن باقر العلوم وصادق الأُمّة عليهما‌السلام ـ القول بأنّ الله لم يعبد ولم

__________________

(١) نفس المصدر : الحديث ٦.

(٢) بحار الأنوار : ٤ / ٨٦ ، الحديث ٢٣.

(٣) بحار الأنوار : ٤ / ١٢١ ، الحديث ٦٣.

۵۲۸۱