الفصل العاشر :

انّه تعالى ليس بمرئيّ

اتّفقت العدليّة على أنّه تعالى لا يُرى بالأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة ، وأمّا غيرهم فالكراميّة والمجسِّمة الّذين يصفون الله سبحانه بالجسميّة ويثبتون له الجهة ، جوَّزوا رؤيته بلا إشكال في الدارين ، وأهل الحديث والأشاعرة ـ مع تحاشيهم عن إثبات الجسميّة والجهة له سبحانه ـ قالوا برؤيته يوم القيامة وإنّ المؤمنين يرونه كما يرى القمر ليلة البدر ، وتحقيق الكلام في هذا المجال رهن دراسة تحليلية حول أمور ثلاثة :

أ. تحديد محلّ النزاع ؛

ب. أدلّة امتناع الرؤية ؛

ج. أدلّة القائلين بالجواز.

ما هو موضوع النزاع؟

الرؤية الّتي تكون في محلّ الاستحالة والمنع عند العدلية هي الرؤية البصريّة بمعناها الحقيقي ، لا ما يعبّر عنه بالرؤية القلبية كما ورد في روايات أهل البيت عليهم‌السلام والشهود العلمي التام في مصطلح العرفاء ، وهذا المعنى من

۵۲۸۱