وعلى ذلك فكلّ من ارتكب ظلماً وتجاوز حدّاً في يوم من أيّام عمره ، أو عبد صنماً ، وبالجملة ارتكب ما هو حرام ، فضلاً عمّا هو كفر ، ليس له أهليّة منصب الإمامة ، ولازم ذلك كون الإمام طاهراً من الذنوب من لدن وضع عليه قلم التكليف ، إلى آخر حياته ، وهذا ما يرتئيه الإمامية في عصمة الإمام.

وممّا يؤكّد ما ذكرناه أنّ الناس بالنسبة إلى الظلم على أقسام أربعة :

١. من كان طيلة عمره ظالماً.

٢. من كان طاهراً ونقيّاً في جميع فترات عمره.

٣. من كان ظالماً في بداية عمره ، وتائباً في آخره.

٤. عكس الثالث.

وحاشى إبراهيم عليه‌السلام أن يسأل الإمامة للقسم الأوّل والرابع من ذريّته ، وقد نصَّ سبحانه على أنّه لا ينال عهده الظالم ، وهو لا ينطبق إلّا على القسم الثالث ، فإذا خرج هذا القسم بقي القسم الثاني وهو المطلوب. (١)

٣. آية إطاعة أولى الأمر

قال سبحانه : ﴿أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (٢)

إنّه تعالى أمر بطاعة أُولي الأمر على وجه الإطلاق ، ولم يقيّده بشيء

__________________

(١) انظر : الميزان في تفسير القرآن : ١ / ٢٧٤.

(٢) النساء : ٥٩.

۵۲۸۱