الفصل الثاني :

أدلّة منكري بعثة الأنبياء

استدلّ المنكرون لبعثة الأنبياء على مدّعاهم بوجوه أهمّها ما يلي :

الدليل الأوّل

إنّ الرسول إمّا أن يأتي بما يوافق العقول أو بما يخالفها ، فإن جاء بما يوافق العقول ، لم يكن إليه حاجة ، ولا فائدة فيه ، وإن جاء بما يخالف العقول ، وجب ردّ قوله.

والجواب عنه : أنّ ما يأتي به الرّسول موافق للعقل في نفس الأمر ، لكن لا يستلزم ذلك أن يكون العقل عارفاً بجميع ما يأتي به النبيّ. فهاهنا فرض ثالث وهو إتيان الرّسول بما لا يصل إليه العقل بالطاقات الميسورة له ، فإنّك قد عرفت فيما أقمنا من الأدلّة على لزوم البعثة ، أنّ عقل الإنسان وتفكّره قاصر عن نيل الكثير من المسائل.

الدليل الثاني :

قد دلّت الدلائل العقلية على أنّ للعالم صانعاً عالماً قادراً حكيماً ، وأنّه

۵۲۸۱