الفصل التاسع :

الصفات السلبيّة

الصفة السلبيّة ما تفيد معنى سلبياً ، لكنّ الله تعالى لا يجوز سلب كمال من الكمالات عنه لكونه مبدأ كل كمال ، فصفاته السلبية ما دلّ على سلب النقص والحاجة ، كمن ليس بجاهل ، وليس بعاجز ، ولمّا كان معنى النقص والحاجة في معنى سلب الكمال كانت الصفة السلبية المفيدة لسلب النقص ، راجعة إلى سلب واحد وهو سلب النقص والاحتياج ولقد أجاد الحكيم السبزواري في المقام حيث قال :

وَوَصْفُهُ السَّلْبيُّ سَلْبُ السَّلْبِ جا

في سَلْبِ الاحتياجِ كُلاً أُدْرِجا (١)

وقد ظهرت في مجال صفاته السلبية عقائد وآراء سخيفة كالحلول والجهة والرؤية وغير ذلك ، فدعا ذلك المتكلّمين أن يبحثوا عن هذه الصفات السلبية في مسفوراتهم الكلامية ، والأصل الكافل لإبطال جميع تلك المذاهب والآراء وجوب الوجود بالذات ، فإنّ الجميع مستلزم للتركيب والجسمية وهما آيتا الفقر والحاجة المنافية لوجوب الوجود

__________________

(١) شرح المنظومة : ١٠٣.

۵۲۸۱