الفصل الخامس :
القبر والبرزخ
البرزخ هو المنزل الأوّل للإنسان بعد الموت ، وقد صرّح القرآن على أنّ أمام الإنسان بعد موته برزخ إلى يوم القيامة قال عزّ من قائل :
﴿وَمِنْ وَرائِهِمْ (١) بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾. (٢)
ولكنّ الآية لا تدلّ على وجود حياة في تلك الفاصلة ، نعم هناك آيات يستفاد منها وجود حياة واقعية للإنسان في تلك النشأة نأتي ببعضها :
١. قال تعالى :
﴿قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ﴾(٣).
والظاهر أنّ المراد من الإحياءين والإماتتين ما يلي :
الإماتة الأولى هي الإماتة عن الحياة الدنيا. والإحياء الأوّل هو الإحياء في البرزخ ، وتستمرّ هذه الحياة إلى نفخ الصور الأوّل.
__________________
(١) الوراء في الآية بمعنى الامام كما في قوله سبحانه : ﴿وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً﴾.
(٢) المؤمنون : ١٠٠.
(٣) المؤمن : ١١.