معنى الضرار
بعد ان عرفنا ان الضرار مصدر نسأل عن معناه ، إذ الضرار يحتمل كونه مصدرا لضرّ ، ويحتمل كونه مصدرا لضارّ ؛ فان ضرّ يأتي مصدره ضرا وضرارا (١). وضارّـ الذي هو على وزن فاعل ـ يأتي مصدره على وزن فعال ومفاعلة ، أي : ضرار ومضارة (٢).
ثم إنّه إذا كان مصدرا لضارّ ، يقال بان الضرار مصدر باب المفاعلة ؛ إذ مصدر ضارّ وإن لم ينحصر بالمفاعلة بل يأتي مصدره على وزن فعال ، إلاّ انّه ينسب إلى باب المفاعلة من باب النسبة إلى أشهر المصدرين.
وبالجملة إذا كان الضرار مصدرا لضارّ ـ أي كان مصدرا من باب المفاعلة ـ فقد يقال بدلالته على المشاركة ، أي لا يضرّ هذا ذاك ولا ذاك هذا فان المنسوب إلى جملة من اللغويين ان باب المفاعلة موضوع للمشاركة ، فقاتل زيد عمرا ، يعني : هذا قاتل ذاك وذاك قاتل هذا ، إلاّ ان النسبة في أحدهما أصلية وفي الآخر تبعية ، فالنسبة بلحاظ الفاعل ـ وهو زيد ـ أصلية بينما بلحاظ المفعول ـ وهو عمرو ـ تبعية.
هذا ، ولكن الشيخ الاصفهاني ـ ووافقه على ذلك جماعة ـ أنكر دلالة باب المفاعلة على المشاركة ، وقال : انّي تتبّعت القرآن من أوله إلى آخره فلم أجد استعمال باب المفاعلة في الدلالة على المشاركة.
__________________
(١) فإنّ الفعل الثلاثي قد يأتي مصدره على فعال ، من قبيل كتب كتابا ، وحسب حسابا ، وقام قياما.
(٢) في شرح ابن عقيل ٢ : ١٣١ ، كل فعل على وزن فاعل فمصدره الفعال والمفاعلة ، نحو :
ضارب ضرابا ومضاربة ، وقاتل قتالا ومقاتلة ، وخاصم خصاما ومخاصمة.