يفعل القبيح أو لا يختاره ولا يخلّ بما هو واجب عليه ، وأنّ أفعاله كلّها حسنة». (١)
وقال الشيخ المفيد :
«العدل الحكيم هو الّذي لا يفعل قبيحا ولا يخلّ بواجب». (٢)
وقال سديد الدين الحمصى :
«الكلام في العدل ، كلام في أفعاله تعالى ، وأنّها كلّها حسنة ، وتنزيهه عن القبائح وعن الإخلال بالواجب في حكمته». (٣)
دلائل عدله تعالى وحكمته
إنّ العدل والحكمة من الأوصاف الكمالية ، والله تعالى بما أنّه واجب الوجود بالذات واجد جميع الكمالات الوجودية ، ومنزّه عن كلّ نقص وقبح. فواجب الوجود تعالى ، يعلم من ذاته كلّ شيء من الأشياء بعلله وأسبابه ، ويفعل النظام الأتم لغاية حقيقته يلزمه ، فهو حكيم في علمه وفعله ، فهو الحكيم المطلق. (٤)
ويدلّ على انتفاء القبح عن أفعاله تعالى. أنّ القبح في الفعل كالظلم ، والعبث ونحو ذلك ، إمّا ناشئ عن جهل الفاعل بجهات الحسن والإتقان.
__________________
(١) شرح الأُصول الخمسة : ٢٠٣.
(٢) النكت الاعتقادية : ٢٧.
(٣) المنقذ من التقليد : ١ / ١٥٠.
(٤) الأسفار الأربعة : ٦ / ٣٦٨.