وإما ناشئ عن حاجته إلى ذلك. والله سبحانه عالم بكلّ شيء كما أنّه غنيّ بالذات. وإليه أشار المحقق الطوسي بقوله : «واستغناؤه وعلمه يدلّان على انتفاء القبح عن أفعاله تعالى».(١)
ونصوص الكتاب والسنّة في عدله تعالى وحكمته متضافرة. قال سبحانه :
﴿شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ.﴾ (٢)
قوله «قائماً» إمّا حال من اسم الله تعالى مؤكّدة ، وإمّا حال من ﴿هُوَ﴾ في قوله : ﴿لا إِلهَ إِلَّا هُوَ﴾ والمراد من قيامه بالقسط إمّا مطلق يشمل جميع مراتب القسط (في التكوين والتشريع والجزاء) وإمّا يختص بالقسط التكويني كما اختاره بعضهم. (٣)
وقال تعالى : ﴿وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً.﴾ (٤)
هذا ناظر إلى عدله تعالى في مقام الحساب والجزاء.
وممّا يدلّ على عدله تعالى في التشريع قوله سبحانه : ﴿لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها﴾. (٥) وقوله سبحانه :
__________________
(١) كشف المراد : ٤٢٠.
(٢) آل عمران : ١٨.
(٣) انظر ، مجمع البيان : ٢ / ٤٢٠.
(٤) الأنبياء : ٤٧.
(٥) المؤمنون : ٦٢.