وقال أيضاً : «واقام من شواهد البيّنات على لطيف صنعته وعظيم قدرته». (١)

وقال أيضاً : «فأقام من الأشياء أودها ، ونهج حدودها ، ولائم بقدرته بين متضادّها». (٢)

سعة قدرته تعالى

إنّ الفطرة البشرية تقضي بأنّ الكمال المطلق الّذي ينجذب إليه الإنسان قادر على كلّ شيء ممكن ، ولا يتبادر إلى الأذهان ابداً ـ لو لا تشكيك المشكّكين ـ أنّ لقدرته حدوداً ، أو أنّه قادر على شيء دون شيء. قال الإمام الصادق عليه‌السلام : «الأشياء له سواء علماً وقدرةً وسلطاناً وملكاً وإحاطةً». (٣)

والعقل الفلسفي يؤيّد هذا القضاء الفطري ، لأنّ وجوده سبحانه غير محدود ولا متناه ، وما هو غير متناه في الوجود ، غير متناه في الكمال والجمال ، لأنّ منبع الكمال هو الوجود ، فعدم التناهي في جانب الوجود يلازم عدمه في جانب الكمال ، وأيّ كمال أبهى من القدرة ، فهي غير متناهية تبعاً لعدم تناهي وجوده وكماله والنصوص الدينية أيضاً دالّة على سعة قدرته تعالى. قال سبحانه : ﴿وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (٤).

__________________

(١) نهج البلاغة : الخطبة ١٦٥.

(٢) نهج البلاغة : الخطبة ٩١.

(٣) التوحيد ، الباب ٩ ، الحديث ١٥.

(٤) الأحزاب : ٢٧.

۵۲۸۱