الفصل الخامس :

وجوب العصمة في الإمام

اتّفق أهل السنّة على أنّ العصمة ليست من شرائط الإمام أخذاً بمبادئهم حيث إنّ الخلفاء بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يكونوا بمعصومين ، قال التفتازاني :

واحتجّ أصحابنا على عدم وجوب العصمة بالإجماع على إمامة أبي بكر وعمر وعثمان ، مع الإجماع على أنّهم لم تجب عصمتهم ... وحاصل هذا دعوى الإجماع على عدم اشتراط العصمة في الإمام. (١)

وأمّا الشيعة الإمامية فقد اتّفقت كلمتهم على هذا الشرط ، قال الشيخ المفيد : «اتّفقت الإمامية على أنّ إمام الدين لا يكون إلّا معصوماً من الخلاف لله تعالى». (٢)

وقال «أقول : إنّ الأئمّة القائمين مقام الأنبياء في تنفيذ الأحكام وإقامة الحدود وحفظ الشرائع وتأديب الأنام ، معصومون كعصمة الأنبياء». (٣)

__________________

(١) شرح المقاصد : ٥ / ٢٤٩.

(٢) أوائل المقالات : ٤٧ ، الطبعة الثانية.

(٣) نفس المصدر : ٧٤.

۵۲۸۱