الفصل السادس :

الحساب والشهود :

أ. الحساب يوم القيامة

إنّ من أسماء يوم القيامة ، «يوم الحساب» ، يحكي القرآن الكريم دعاء إبراهيم عليه‌السلام إلى الله تعالى ، حيث قال :

﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ (١).

كما يحكي أنّ موسى عليه‌السلام فيما أجاب فرعون حينما هدده بالقتل قال : ﴿إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ (٢).

ثمّ إنّ الغرض من الحساب ليس هو وقوفه سبحانه على ما يستحقّه العباد من الثواب والعقاب ، بالوقوف على أعمالهم الصالحة والطالحة وهذا واضح ، بل الغرض منه الاحتجاج على العاصين ، وإبراز عدله تعالى على العباد في مقام الجزاء ، ولأجل ذلك يقيم عليهم شهوداً مختلفة ، وللشيخ الصدوق كلام مبسوط في المقام نأتي به إيضاحاً للمقصود ، قال :

اعتقادنا في الحساب أنّه حقّ ، منه ما يتولّاه الله عزوجل ، ومنه

__________________

(١) إبراهيم : ٤١.

(٢) المؤمن : ٢٧.

۵۲۸۱