وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي». (١)

وقال علي عليه‌السلام : «ثلاثة يشفعون إلى الله عزوجل فيشفّعون : الأنبياء ، ثمّ العلماء ، ثمّ الشهداء». (٢)

وقال الإمام زين العابدين عليه‌السلام : «اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد ، وشرِّف بنيانه ، وعظِّم برهانه ، وثقِّل ميزانه ، وتقبَّل شفاعته». (٣)

الشفاعة المطلقة والمحدودة

تتصوّر الشفاعة بوجهين :

١. المطلقة : بأن يستفيد العاصي من الشفاعة يوم القيامة وإن فعل ما فعل ، وهذا مرفوض في منطق العقل والوحي.

٢. المحدودة : وهي الّتي تكون مشروطة بأُمور في المشفوع له ، ومجمل تلك الشروط أن لا يقطع الإنسان جميع علاقاته العبودية مع الله ووشائجه الروحية مع الشافعين ، وهذا هو الّذي مقبول عند العقل والوحي.

وبذلك يتضح الجواب عمّا يعترض على الشفاعة من كونها توجب الجرأة وتحيي روح التمرّد في العصاة والمجرمين ، فإنّ ذلك من لوازم الشفاعة المطلقة المرفوضة ، لا المحدودة المقبولة.

__________________

(١) من لا يحضره الفقيه : ٣ / ٣٧٦.

(٢) الخصال ، للصدوق ، باب الثلاثة ، الحديث ١٦٩.

(٣) الصحيفة السجادية ، الدعاء ، ٤٢. ومن أرد التبسط فليرجع إلى «مفاهيم القرآن» : ٤ / ٢٨٧ ـ ٣١١ لشيخنا الأُستاذ ـ دام ظلّه ـ.

۵۲۸۱