لم يحب ولم يرض به؟ قال : «هكذا خرج إلينا». (١)

إلى غير ذلك من الروايات ، ومفادها كما ترى هو التفكيك بين الإرادة التكوينية والتشريعية ، أعني : الرضي الإلهي ، فالمعاصي وإن لم تكن برضى من الله ولم يأمر بها ، ولكنّها لا تقع إلّا بقضاء الله تعالى وقدره وعلمه ومشيّته التكوينية.

بطلان التفويض في الكتاب والسنّة

إنّ الذكر الحكيم يردّ التفويض بحماس ووضوح :

١. يقول سبحانه : ﴿يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٢)

٢. ويقول سبحانه : ﴿وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ (٣)

٣. ويقول تعالى : ﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ (٤)

٤. ويقول سبحانه : ﴿وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ (٥)

إلى غير ذلك من الآيات الّتي تقيّد فعل الإنسان بإذنه تعالى ، والمراد منه الإذن التكويني ومشيئته المطلقة.

__________________

(١) نفس المصدر : ١٢١ ، نقلاً عن المحاسن.

(٢) فاطر : ١٥.

(٣) البقرة : ١٠٢.

(٤) البقرة : ٢٤٩.

(٥) يونس : ١٠٠.

۵۲۸۱