الفصل الأوّل :

الإعجاز البياني للقرآن الكريم

قد ضبط التاريخ أنّه كانت لنبيّ الإسلام معاجز كثيرة في مواقف حاسمة غير أنّه كان يركّز على معجزته الخالدة وهي القرآن الكريم ، ونحن نقتصر بالبحث عن هذه المعجزة الخالدة فنقول :

إنّ الحكمة الإلهية اقتضت أن يكون الدّين الخالد مقروناً بالمعجزة الخالدة حتى تتمّ الحجّة على جميع الأجيال والقرون إلى أن تقوم السّاعة : ﴿لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ (١) بل تكون «لله ﴿الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ (٢) على الناس في كلّ زمان ومكان.

إنّ للقرآن في مجالي اللفظ والمعنى كيفية خاصّة يمتاز بها عن كلّ كلام سواه ، سواء أصدر من أعظم الفصحاء والبلغاء أو من غيرهم ، وهذا هو الّذي لمسه العرب المعاصرون لعصر الرسالة ، ونحن نعيش في بدايات القرن الخامس عشر من هجرة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وندّعي أنّ القرآن لم يزل كان معجزاً إلى الآن ، وأنّه أرقى من أن يعارض أو يبارى ويؤتى بمثله أبداً ،

__________________

(١) النساء : ٦٥.

(٢) الأنعام : ١٤٩.

۵۲۸۱