﴿إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى﴾ (١)
فقوله : ﴿لِتُجْزى﴾ إشارة إلى أنّ قيام القيامة تحقيق لمسألة الثّواب والعقاب اللّذين هما مقتضى العدل الإلهي.
الثالث : المعاد مجلى لتحقّق مواعيده تعالى
أنّه سبحانه قد وعد المطيعين بالثواب في آيات متضافرة ، ولا شكّ أنّ إنجاز الوعد حسن والتخلّف عنه قبيح ، فالوفاء بالوعد يقتضي وقوع المعاد ، قال المحقّق الطوسي : «ووجوب إيفاء الوعد والحكمة يقتضي وجوب البعث». (٢)
وإلى هذا البرهان يشير قوله سبحانه :
﴿رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ﴾ (٣).
تنبيه
إنّ القرآن الكريم أكَّد بوجه بليغ على قدرة الخالق وعلمه فيما أجاب عن شبهات المخالفين ، والوجه في ذلك واضح ، لأنّ جلّ شبهاتهم ناشئة عن الغفلة أو الجهل بالقدرة المطلقة والعلم الوسيع لله تعالى ، فإنّ إحياء
__________________
(١) طه : ١٥.
(٢) كشف المراد ، المقصد السادس ، المسألة الرابعة.
(٣) آل عمران : ٩.