الأخذ بها لا بدّ من أن يتوفّر فيها الدليل المؤمن الذي يضمن سلامتها من الضّعف والدّس ، وصيانتها من الوضع والاختلاق. وعلى هذا الأساس من الحذر والحيطة نشأ البحث على معيار يمكن أن يركن إليه في التأكّد من سلامة سند الحديث ومسلسلاته ، ليضمن حكماً أو بعض حكم من التشريع الإسلامي المطلوب. ومن هنا نتبيّن مهمّة هذا العلم وعطاءاته.
وقد استطاع الإمام الخوئي أن يطوِّر هذا العلم ، ويجلي الصّدأ عنه ، ويبني قواعد رجاليّة مستجدّة كالتوثيق الجماعي. وقد أقصى من الحجّيّة قواعد مألوفة كالتوثيق بالوكالة الماليّة ومسائل اخرى كانت من اجتهادات الرجاليين ، يمكن نقضها والخروج عليها.
كما استطاع أن يبعث على دراسته في الأوساط العلميّة من جديد لعامِلَين :
١ ـ خلوّ الدراسات الحوزويّة من هذا الاختصاص ، والإعراض عنه.
٢ ـ الإحساس بضرورة دراسته على أُسس جديدة فيما لم يكن توقيفيّاً ، بل اجتهاديّاً منهم.
وبهذا استطاع أن يكون صاحب نهج مستقلّ في علم الرِّجال ، أو فيمن يروون ، أو روي عنهم.
وناقش جملة من القواعد الرجاليّة ، التي استند إليها الرِّجاليّون في تقرير مصاير الرِّجال (١).
وقد أحدث ذلك هزّة علميّة حول الرِّجال في أروقة العلم ، وخاصّة بين طلاّبه الذين استدرجهم إلى ممارسة هذا العلم النافع ، فظهرت دراسات رجاليّة جديدة في كتب مستقلّة لطلاّبه ، وأهمّها :
١ ـ تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرِّجال ، لآية الله الأبطحيّ.
٢ ـ ثقات الرّواة ، لآية الله السيِّد حسن الموسوي الأصفهاني.
٣ ـ الثقات في أسانيد كامل الزيارات ، لآية الله الشيخ غلام رضا عرفانيان.
__________________
(١) راجع الكتاب الأوّل والمدخل ، وما قدّم له بعنوان ( على أعتاب الكتاب ) ، للكاتب.