المرجعيّة ، تلك التي اتّسعت أرجاء العالم ، الذي يعيش فيه المسلمون ، تحت وطأه مختلف الأنظمة والسّلطات الجائرة.
وظلّ الإمام الخوئي المرجع الأعلى للمسلمين ، يحتل صدارة المرجعيّة علماً وعملاً وجهاداً ، وسيظلّ ما تركه من آثار لا تمحوها الأيّام ، مناراً على قمّة الحوزات العلميّة الخالدة. وقد ألحق بها كثيراً من الجهد الاجتماعي والثقافي ، يتّسع لمشاريع إنسانيّة ترعى مصالح المسلمين في أنحاء العالم.
وكانت تتّسع مرجعيّة الإمام الخوئي ما اتّسع الإسلام من شموليّة وتعميم لكل الشؤون ، في كل ما يرجع إلى نصرة الإسلام ، في عامّة الميادين ، ويتمثّل في :
١ ـ الجهاد العلمي : فيما خلّف من آثار علميّة ، أعدّ بها العلماء والمجتهدين ، ومراجع الدِّين ، وفيما خلّف من ابتكارات في الرأي والمبنى ، وإبداعات في العلوم الإسلامية وتطويرها.
٢ ـ الجهاد السياسي : في دعم الحركات الإسلاميّة ، التي لاذت بالمرجعيّة ، وانطلقت منها لصالح الإسلام والمسلمين.
٣ ـ الدّعم الثقافي : في إيجاد المؤسّسات الثقافية ، والتعليميّة ، ومكتبات عامّة ، ومدارس مرحليّة ، ودور للنّشر ، ومراكز للعبادة في مختلف عواصم العالم. وفي المحتوى الثقافي أيضاً ، أن أناط إلى أحد تلاميذه : أن يضع رسائل مشبعة في الأُصول الاعتقاديّة : من المبدأ والمعاد ، والنبوّة ، والإمامة ، والعدل الإلهي ، وحياة المهدي المنتظر ، بأسلوب عصري يلائم ثقافة الشباب المتطلِّع في البلاد الإسلامية. فتناولها الشباب الجامعي قبل غيرهم ، بكل إعجاب وتقدير (١).
٤ ـ الدّعم الاجتماعي : في إيجاد مبرّات خيريّة ، ومراكز صحيّة ، وإمدادات اجتماعيّة ، ومجتمعات سكنيّة انتشرت في عواصم العالَم (٢).
__________________
(١) كتبها العلاّمة الشيخ محمّد حسن آل ياسين ، نجل آية الله العظمى شيخ الفقهاء الشيخ محمّد رضا آل ياسين ، ووضع مقدّمتها الكاتب.
(٢) وأهم هذه المؤسّسات : مؤسّسة الإمام الخوئي المركزيّة في لندن ، بنظارة نجليه الفاضلين الأستاذ السيِّد عبد الصاحب والعلاّمة السيِّد عبد المجيد الخوئي.