لغيرهم. والفتوحات الباطنية من المكاشفات أو المشاهدات الروحية والإلقاءات في الروع غير مسدودة ، بنصّ الكتاب العزيز.

قال سبحانه : ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً (١).

أي يجعل في قلوبكم نورا تفرّقون به بين الحقّ والباطل ، وتميّزون به بين الصحيح والزائف ، لا بالبرهنة والاستدلال بل بالشهود والمكاشفة.

وقال سبحانه : ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢).

والمراد من النور هو ما يمشي المؤمن في ضوئه طيلة حياته في معاشه ومعاده ، في دينه ودنياه. (٣)

وقال سبحانه : ﴿وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا (٤).

إلى غير ذلك من الآيات الظاهرة في أنّ المؤمن يصل إلى معارف

__________________

(١) الأنفال : ٢٩.

(٢) الحديد : ٢٨.

(٣) أمّا في الدنيا فهو النور الّذي اشار إليه سبحانه يقول :

﴿أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها. (الأنعام : ١٢٢).

وأمّا في الآخرة فهو ما اشار إليه سبحانه بقوله :

﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ. (الحديد : ١٢).

(٤) العنكبوت : ٦٩.

۵۲۸۱