إلى غير ذلك من الآيات. وكلّ مخلوق فهو حادث في ذاته كما أنّ كلّ مخلوق مادّي حادث ذاتاً وزماناً. فالآيات الناظرة إلى مخلوقيّة العالم المادّي ناظرة إلى برهان الحدوث.
والأحاديث المروية عن العترة الطاهرة عليهمالسلام في حدوث العالم كثيرة نكتفى بذكر بعض منها :
١. قال الإمام علي عليهالسلام : «الحمد لله الدالّ على وجوده بخلقه وبمحدث خلقه على أزليّته» (١).
٢. وقال عليهالسلام : «الحمد لله الدالّ على قدمه بحدوث خلقه ، وبحدوث خلقه على وجوده» (٢).
٣. دخل رجل على الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام وقال : يا ابن رسول الله ، ما الدليل على حَدَث العالم؟ فقال عليهالسلام : «أنت لم تكن ثمّ كنت ، وقد علمت أنّك لم تكوّن نفسك ولا كوّنك من هو مثلك». (٣)
٤. دخل أبو شاكر الديصاني على الإمام الصادق عليهالسلام وقال : «ما الدليل على حدوث العالم»؟ فدعا الإمام عليهالسلام ببيضة فوضعها على راحته فقال : هذا حصن ملموم ، داخله غرقئ رقيق لطيف به فضّة سائلة وذهبة مائعة ، ثمّ تنفلق عن مثل الطاوس ، أدخلها شيء؟ فقال : لا.
قال عليهالسلام : فهذا الدليل على حدوث العالم. (٤)
__________________
(١) نهج البلاغة : الخطبة ١٥٢.
(٢) نفس المصدر : الخطبة ١٨٥.
(٣) التوحيد : ٢٩٣ ، الباب ٤٢ ، الحديث ٣.
(٤) نفس المصدر : ٢٩٢ ، الحديث ١.