اطّلع عليه الناس من غير أن يكون داخلاً في قصده لا يكون باطلاً (١) لكن ينبغي للإنسان أن يكون ملتفتاً فإن الشيطان غرور وعدو مبين. وأمّا سائر الضمائم (٢) فإن كانت راجحة كما إذا كان قصده في الوضوء القربة وتعليم الغير ، فإن كان‌


كالرِّياء موجبة لبطلان العبادة.

(١) نعم إذا كان آتياً بالعمل بداعي الأمر والقربة إلاّ أنه يسره سماع الغير عمله من غير أن يكون ذلك دخيلاً في عبادته ولو على نحو التأكيد بل مجرد التبعية القهرية غير أنه يفرح به ويدخله السرور بذلك ، فهو غير موجب لبطلان العبادة ، لأنها صدرت عن داع إلهي على الفرض وهو مستقل في داعويته ، وسماع الغير أو رؤيته إنما هو على نحو التبع ، وإن كان هذا أيضاً منافياً للعبادة أخلاقاً ، لأن الإنسان ينبغي أن يكون قاصداً بعمله لله من غير أن يكون نظره إلى غير الداعي الإلهي ولو على وجه التبع.

الضّمائم وأقسامها وأحكامها‌

(٢) الضميمة ثلاثة أقسام ، لأنها تارة مباحة بالمعنى الأعم من الكراهة والإباحة المصطلح عليها ، وأُخرى راجحة بالمعنى الأعم من الوجوب والاستحباب ، وثالثة محرمة غير الرِّياء ، كما إذا قصد بصلاته في مكانٍ الإيذاء والهتك لإمام الجماعة خلفه أو غيره.

أما إذا كانت مباحة أو راجحة فهي على أقسام أربعة : لأن الداعي للعبادة تارة يكون هو الداعي الإلهي القربي المستقل في دعوته وتكون الضميمة المباحة كالتبريد أو الراجحة كتعليم الغير الوضوء أو الصلاة تبعاً ، بمعنى عدم كونها دخيلة في العبادة ولو على وجه التأكيد ، فكما أنها غير مستقلّة في الداعوية كذلك ليست بجزء من الداعي ولا مؤكد له وإنما العبادة نشأت عن داع إلهي مستقل في الداعوية والضميمة مقصودة بالتبع ، ولا إشكال في صحّة العبادة في هذه الصورة لصدور العبادة عن‌

۴۴۰