الرضا والغضب ، والقصد في الغنى والفقر ، وثلاث مهلكات هوى متبع ، وشحّ مطاع وإعجاب المرء بنفسه » (١) ، وقد عرفت الحال في نظائرها.

ومنها : ما عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في نهج البلاغة قال : « سيّئة تسوءك خير عند الله من حسنة تعجبك » (٢) وقد أسلفنا الكلام فيها وقلنا : إن خيرية السيّئة المتعقبة بالتوبة من جهة تبدلها إلى الحسنة ، بخلاف العبادة مع العجب لأنه يذهب بثوابها ولا تتبدّل إلى حسنة ، ولا دلالة لها على إبطال العجب للعمل (٣).

ومنها : ما عنه عليه‌السلام في النهج : « الإعجاب يمنع الازدياد » (٤). لأنّ المعجب لا يرى حاجة إلى تكثير العبادة والعمل.

ومنها : ما عنه عليه‌السلام أيضاً : « عجب المرء بنفسه أحد حساد عقله » (٥). ولا دلالة في شي‌ء منها على حرمة العجب ولا على إبطاله العبادة.

ومنها : ما عن داود بن سليمان عن الرضا عن آبائه عليهم‌السلام عن علي عليه‌السلام قال : « الملوك حكام على الناس ، والعلم حاكم عليهم ، وحسبك من العلم أن تخشى الله ، وحسبك من الجهل أن تعجب بعلمك » (٦) وهي مضافاً إلى ضعف سندها لا دلالة لها على فساد العمل بالعجب ، وإنما تدل على أنه ناشئ عن الجهل كما مرّ.

فالمتحصل أنه لا دلالة في شي‌ء من تلك الأخبار على حرمة العجب بالمعنى المتقدِّم من حيث مقدمته أو إزالته ، ولا على بطلان العمل به مقارناً كان أو متأخِّراً ، وإنما تدلّ على أنه من الصفات الخبيثة المهلكة البالغة بالإنسان إلى ما لا يرضى به الله سبحانه كما أسلفنا.

__________________

(١) الوسائل ١ : ١٠٥ / أبواب مقدّمة العبادات ب ٢٣ ح ٢١.

(٢) الوسائل ١ : ١٠٥ / أبواب مقدّمة العبادات ب ٢٣ ح ٢٢. نهج البلاغة : ٤٧٧ / ٤٦.

(٣) في ص ٢٢.

(٤) الوسائل ١ : ١٠٥ / أبواب مقدّمة العبادات ب ٢٣ ح ٢٣. نهج البلاغة ٥٠٠ : ١٦٧.

(٥) الوسائل ١ : ١٠٥ / أبواب مقدّمة العبادات ب ٢٣ ح ٢٤. نهج البلاغة : ٥٠٧ / ٢١٢.

(٦) الوسائل ١ : ١٠٥ / أبواب مقدّمة العبادات ب ٢٣ ح ٢٥.

۴۴۰