فصل
في انقسام الوجود إلى ذهنيّ وخارجيّ (١)
المعروف من مذهب الحكماء أنّ لهذه الماهيّات الموجودة في الخارج المترتّبة عليها آثارها وجودا آخر لا تترتّب عليها فيه آثارها الخارجيّة بعينها ، وإن ترتّبت آثار اخر غير آثارها الخارجيّة (٢). وهذا النحو من الوجود هو الّذي
__________________
(١) إن أردت تفصيل البحث عن الوجود الذهنيّ فراجع الكتب المطوّلة ، كالأسفار ١ : ٢٦٣ ـ ٣٢٦ ، وشرح المنظومة : ٢٧ ـ ٣٩ ، والمباحث المشرقيّة ١ : ٤١ ـ ٤٣ ، وكشف المراد : ٢٨ ، والمسألة الرابعة من الفصل الأوّل من المقصد الأوّل من شوارق الإلهام ، وشرح المقاصد ١ : ٧٧ ـ ٧٩ ، وشرح المواقف : ١٠٠ ـ ١٠٢ ، وكشف الفوائد : ٥ ـ ٦ ، وايضاح المقاصد : ١٥ ـ ١٨ ، وغيرها من الكتب الفلسفيّة والكلاميّة.
والبحث عن الوجود الذهنيّ وإن كان شائعا بين المتأخّرين بحيث اختصّوا بابا أو فصلا من كتبهم بالبحث عنه لكنّ في كلام القدماء أيضا إشارة إليه ، فالشيخ الرئيس أشار إلى الوجود الذهنيّ في الردّ على القائلين بالحال ، فراجع الفصل الخامس من المقالة الاولى من إلهيّات الشفاء ، وتبعه بهمنيار في التحصيل : ٢٨٩ و ٤٨٩ ، والشيخ الإشراقيّ في المطارحات : ٢٠٣.
(٢) والأولى أن يقول : «وإن ترتّبت آثار اخر غير تلك الآثار» ، فإنّ المراد أنّ الماهيّة الموجودة في الذهن لا يترتّب عليها جميع آثار الماهيّة الموجودة في الخارج ، وإن ترتّب عليها بعض آثارها ؛ وهي من هذه الجهة وجود خارجيّ.
قال المصنّف في تعليقته على الأسفار ١ : ٢٦٤ : «إنّ الوجود الذهنيّ ـ الّذي هو أحد قسمي الوجود المطلق المنقسم إلى الخارجيّ والذهنيّ ـ إنّما يتحقّق بالقياس ، وهو قولنا : ـ