الفصل الثاني

في أقسام الواحد

الواحد إمّا حقيقيّ ، وإمّا غير حقيقيّ. والحقيقيّ ما اتّصف بالوحدة لذاته من غير واسطة في العرض (١) كالإنسان الواحد. وغير الحقيقيّ بخلافه كالإنسان والفرس المتّحدين في الحيوان ، وينتهي لا محالة إلى واحد حقيقيّ.

والواحد الحقيقيّ إمّا ذات هي عين الوحدة ، وإمّا ذات متّصفة بالوحدة. والأوّل هو صرف الشيء الّذي لا يتثنّى ولا يتكرّر ، وتسمّى وحدته : «وحدة حقّة» والواحد والوحدة هناك شيء واحد. والثاني ك «الإنسان الواحد».

والواحد بالوحدة غير الحقّة إمّا واحد بالخصوص ، وإمّا واحد بالعموم (٢).

__________________

(١) وبتعبير آخر : الواحد الحقيقيّ ما كان متّصفا بالوحدة على نحو الحقيقة ، بأن تكون الوحدة صفة له بنفسه حقيقة.

(٢) ولا يخفى أنّ الحكيم السبزواريّ قسّم الواحد الحقيقيّ مطلقا إلى الواحد بالخصوص والواحد بالعموم. فقال : «وهي أي الوحدة الحقيقيّة انم للخصوص وهي الوحدة العدديّة. والعموم بحسب الوجود ، كحقيقة الوجود لا بشرط والوجود المنبسط ؛ والمفهوم كالوحدة النوعيّة والجنسيّة والعرضيّة». شرح المنظومة (قسم الحكمة) : ١١٠.

وقال المحقّق الآمليّ في درر الفوائد ١ : ٣٣٦ : «صرّح بمرجع ضمير (هي) بأنّه الوحدة الحقيقيّة مطلقا بكلا قسميها من الحقّة وغير الحقّة ، لئلّا يتوهّم كون هذا التقسيم لخصوص غير الحقّة منها».

فالوجود المنبسط عند الحكيم السبزواريّ من مصاديق الوحدة الحقيقيّة الحقّة ، بمعنى أنّه نفس الوحدة ، لا ذات له الوحدة ، كما صرّح بذلك المحقّق الآمليّ في درر الفوائد ١ : ٣٣٤ ـ

۲۸۳۱