الفصل الثامن
في تقابل التضايف
المتضايفان ـ كما تحصّل من التقسيم ـ أمران وجوديّان لا يعقل أحدهما إلّا مع تعقّل الآخر ، فهما على نسبة متكرّرة لا يعقل أحدهما إلّا مع تعقّل الآخر المعقول به. ولذلك يمتنع اجتماعهما في شيء من جهة واحدة ، لاستحالة دوران النسبة بين الشيء ونفسه.
وقد اورد (١) على كون التضايف أحد أقسام التقابل الأربعة بأنّ مطلق التقابل من أقسام التضايف ، إذ المتقابلان بما هما متقابلان متضايفان ، فيكون عدّ التضايف من أقسام التقابل من قبيل جعل الشيء قسيما لقسمه.
واجيب عنه (٢) بأنّ مفهوم التقابل من مصاديق التضايف ، ومصداق التضايف من أقسام التقابل ومصاديقه ، فالقسم من التضايف هو مفهوم التقابل ، والقسيم له هو مصداقه ، وكثيرا مّا يكون المفهوم الذهنيّ فردا لمقابله ، كمفهوم الجزئيّ
__________________
(١) هذا الإيراد نسبه العلّامة إلى القدماء ، فراجع إيضاح المقاصد : ٦٧. وتعرّض له الفخر الرازيّ في المباحث المشرقيّة ١ : ١٠١ ، والتفتازانيّ في شرح المقاصد ١ : ١٤٨ ، وصدر المتألّهين في الأسفار ٢ : ١١٠ وشرحه للهداية الأثيريّة : ٢٢٧.
(٢) كذا أجاب عنه صدر المتألّهين في الأسفار ٢ : ١١٠ ـ ١١١ ، وشرح الهداية : ٢٧٧. وأجاب عنه غيره من المحقّقين بوجوه اخر ، فراجع المباحث المشرقيّة ١ : ١٠٢ ، وشرح المقاصد ١ : ١٤٨ ، والتعليقات للشيخ الرئيس : ٩٢ ، وإيضاح المقاصد : ٦٧.