في المقام (١).

وثالثا : أنّ الملاك في اختياريّة الفعل تساوي نسبة الإنسان إلى الفعل والترك وإن كان بالنظر إليه ـ وهو تامّ الفاعليّة ـ ضروريّ الفعل.

ومن الكيفيّات النفسانيّة القدرة ، وهي حالة في الحيوان ، بها يصحّ أن يصدر عنه الفعل إذا شاء ولا يصدر عنه إذا لم يشأ (٢). ويقابلها العجز (٣).

وأمّا القدرة المنسوبة إلى الواجب تعالى فإذ كان الواجب الوجود بالذات واجب الوجود من جميع الجهات فهي مبدئيّته الفعليّة بذاته لكلّ شيء ، وإذ كانت عين الذات فلا ماهيّة لها ، بل هي صرف الوجود.

ومن الكيفيّات النفسانيّة ـ على ما قيل (٤) ـ العلم. والمراد به العلم الحصوليّ

__________________

(١) في الفصل السابع من المرحلة الثامنة.

(٢) هذا تعريفها عند الفلاسفة. وأمّا المتكلّمون فعرّفوها بصحّة الفعل ومقابله ـ أي الترك ـ ، راجع الأسفار ٤ : ١١٢ و ٦ : ٣٠٧ ـ ٣٠٨.

(٣) اعلم أنّهم اختلفوا في أنّ التقابل بينهما هل هو تقابل الملكة والعدم أو تقابل التضاد؟ فيه قولان ، أحدهما : أنّ التقابل بينهما تقابل الملكة والعدم ، لأنّ العجز عدم القدرة (عمّا من شأنه أن يكون قادرا). وهذا مذهب أبي هاشم من المعتزلة. وتبعه المحقّق الطوسيّ في تجريد الاعتقاد : ١٧٥ ، وراجع كشف المراد : ٢٥٠. وثانيهما : أنّ التقابل بينهما تقابل التضادّ. وهذا مذهب الأشاعرة وجمهور المعتزلة على ما نقل في شرح المواقف : ٢٩٩ ، وشرح المقاصد ١ : ٢٤٣ ، وشوارق الإلهام : ٤٤٢ ، وشرح التجريد للقوشجيّ : ٢٧٦ ، وذهب إليه صدر المتألّهين في الأسفار ٤ : ١١٢.

(٤) اعلم أنّ في جنس العلم أقوالا :

الأوّل : أنّه من الكيفيّات النفسانيّة. وهذا هو المشهور بينهم. راجع شرح المقاصد ١ : ٢٢٤ ، وإيضاح المقاصد : ١٩٥ ـ ١٩٦ ، وتجريد الاعتقاد : ١٦٩.

الثاني : أنّه من مقولة الإضافة. وهذا ما ذهب إليه الفخر الرازيّ في المباحث المشرقيّة ١ : ٣٣١.

الثالث : أنّه من مقولة الانفعال. وهذا ما تعرّض له الحكيم السبزواريّ في شرح المنظومة (قسم الحكمة) : ١٤١.

وقال المحقّق الآمليّ توضيحا لما أفاده الحكيم السبزواريّ : «عند علمنا بشيء بالعلم ـ

۲۸۳۱