«إنّه المادّة» أمارات للتشخّص ومن لوازمه (١).
وثانيا : أنّ قول بعضهم (٢) : «إنّ المشخّص للشيء هو فاعله القريب المفيض لوجوده» وكذا قول بعضهم (٣) : «إنّ المشخّص هو فاعل الكلّ وهو الواجب تعالى الفيّاض لكلّ وجود» ، وكذا قول بعضهم (٤) : «إنّ تشخّص العرض بموضوعه» لا يخلو عن استقامة. غير أنّه من الإسناد إلى السبب البعيد ، والسبب القريب الّذي يستند إليه التشخّص هو نفس وجود الشيء ، إذ الوجود العينيّ للشيء ـ بما هو وجود عينيّ يمتنع وقوع الشركة فيه فهو المتشخّص بذاته ، والماهيّة متشخّصة به ، وللفاعل أو الموضوع دخل في التشخّص من جهة أنّهما من علل الوجود ، لكنّ أقرب الأسباب هو وجود نفس الشيء كما عرفت.
وثالثا : أنّ جزئيّة المعلوم المحسوس ليست من قبل نفسه بما أنّه مفهوم ذهنيّ ، بل من قبل الاتّصال الحسّيّ بالخارج وعلم الإنسان بأنّه نوع تأثّر له من العين الخارجيّ ، وكذا جزئيّة الصورة الخياليّة من قبل الاتّصال بالحسّ ، كما إذا أحضر صورة خياليّة مخزونة عنده من جهة الحسّ أو ركّب ممّا عنده من الصور الحسّيّة المخزونة صورة فرد خياليّ ، فافهم.
__________________
(١) هكذا في شرح المنظومة : ١٠٦.
(٢) وتعرّض صدر المتألّهين لهذا القول من دون إشارة إلى قائله ، فراجع الأسفار ٢ : ١٢ ، وشرح الهداية الأثيريّة : ٢٢٤. ولم نعثر على قائله.
(٣) والقائل شارح المقاصد ١ : ١١٣ ، حيث قال : «بل التشخّص يستند عندنا إلى القادر المختار كسائر الممكنات بمعنى أنّه الموجد لكلّ فرد على ما شاء من التشخّص».
(٤) والقائل هو المحقّق الطوسيّ في تجريد الاعتقاد. راجع كشف المراد : ١٤٣ ، وشرح التجريد للقوشجيّ : ١٤٠ ـ ١٤١.