والخوارج (*) (١) والنّواصب (٢)


كإسناد الموت إلى ملك الموت والمطر إلى ملك المطر والإحياء إلى عيسى عليه‌السلام كما ورد في الكتاب العزيز ﴿ وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللهِ (٢) وغيرها مما هو من إسناد فعل من أفعال الله سبحانه إلى العاملين له بضرب من الاسناد. ومثل هذا الاعتقاد غير مستتبع للكفر ولا هو إنكار للضروري ، فعدّ هذا القسم من أقسام الغلوّ نظير ما نقل عن الصدوق قدس‌سره عن شيخه ابن الوليد : أن نفي السهو عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أول درجة الغلو (٣). والغلو بهذا المعنى الأخير مما لا محذور فيه بل لا مناص عن الالتزام به في الجملة.

(١) إن أُريد بالخوارج الطائفة المعروفة ( خذلهم الله ) وهم المعتقدون بكفر أمير المؤمنين عليه‌السلام والمتقربون إلى الله ببغضه ومخالفته ومحاربته فلا إشكال في كفرهم ونجاستهم ، لأنّه مرتبة عالية من النصب الذي هو بمعنى نصب العداوة لأمير المؤمنين وأولاده المعصومين عليهم‌السلام فحكمهم حكم النصّاب ، ويأتي أن الناصب محكوم بكفره ونجاسته.

وإن أُريد منهم مَن خرج على إمام عصره من غير نصب العداوة له ولا استحلال لمحاربته بل يعتقد إمامته ويحبه ، إلاّ أنه لغلبة شقوته ومشتهيات نفسه من الجاه والمقام ارتكب ما يراه مبغوضاً لله سبحانه فخرج على إمام عصره ، فهو وإن كان في الحقيقة أشد من الكفر والإلحاد إلاّ أنه غير مستتبع للنجاسة المصطلحة ، لأنّه لم ينكر الأُلوهية ولا النبوة ولا المعاد ولا أنكر أمراً ثبت من الدين بالضرورة.

(٢) وهم الفرقة الملعونة التي تنصب العداوة وتظهر البغضاء لأهل البيت عليهم‌السلام كمعاوية ويزيد ( لعنهما الله ) ولا شبهة في نجاستهم وكفرهم ، وهذا لا للأخبار الواردة في كفر المخالفين كما تأتي جملة منها عن قريب ، لأنّ الكفر فيها إنما هو في مقابل‌

__________________

(*) على الأحوط لزوماً إذا لم يكونوا من النصّاب.

(١) آل عمران ٣ : ٤٩.

(٢) الفقيه ١ : ٢٣٥.

۴۶۳