إنّما زيد منطلق ، وإنّما ذَهَبَ عمرو ، وإنْ زيدٌ لكريمٌ ، وإنْ كان زيدٌ لكريماً ، وبلغني أنّما زيد مُنْطَلِقٌ ، وإنّما ذَهَبَ عَمْرو ، وبلغني أنّ زيداً أخوك ، وبلغني أن قد ضَرَبَ زيد ، ولكن أخوك قائم ، ولكن خَرَجَ بكر ، وكَأنْ ثَدْياهُ حُقّانِ ، وكَأن قد كانَ كذا.

أقول : يبطل عمل الحروف المشبّهة الكفّ أي اتصال ما الكافّة بها ، وذلك عامّ في الجميع وكذلك يبطل عملها التخفيف وذلك فيما يخفّف منها أعني الأربعة الّتي في أواخرها النون ويهيّئ الكفّ والتخفيف هذه الحروف للدخول على القبيلتين أي الأسماء والأفعال لأنّ اختصاصها بالأسماء إنّما كان لأجل العَمَل فإنّ العامل يجب أن يكون مختصّاً بقبيلة ما يعمل فيه والأمثلة ظاهرة وقوله كَأنْ ثَدْياهُ حُقّانِ ، أوّله :

وَنَحْرٍ مُشْرِقِ اللَّوْنِ

كَأن ثَدْياهُ حُقّانِ (١)

قال : والفعل الّذي يدخل عليه إن المخفّفة يجب أن يكون ممّا يدخل على المبتدأ والخبر نحو : إن كان زيدٌ لكريماً ، وإن ظننته لقائماً ، واللام لازمة لخبرها.

أقول : إنّما وجب أن يكون ذلك الفعل من دواخل المبتدأ والخبر كالأفعال الناقصة وأفعال القلوب لأنّ أصل هذه الحروف أن تدخل على المبتدأ والخبر فلمّا عرض لها «ما» أزال اختصاصها بالأسماء وهيّئها للدخول على الأفعال وجب أن يكون ذلك الفعل من دواخل المبتدأ والخبر ليوفي عليها مقتضاها ولئلّا يلزم العدول عن الأصل من كل وجه وإنّما لزمت الّلام في

____________________________

(١) يعنى زير گلويى كه داراى رنگى درخشنده است كه گويا دو پستان آن مانند دو حقّه است در گردى وكوچكى ، شاهد در عمل نكردن كانّ است كه مخفّف شده است ، جامع الشواهد.

۵۶۷۴۴۱