قال : ويجمع الجمع نحو : أكالب وأساور وأناعيم وَرجالات وجمالات.

أقول : قد يجمع الجمع للمبالغة والتكثير نحو : أكالب في أكلب جمع الكلب وأساور في أسْورة جمع سوار وهو ما تضع المرأة في يدها من الحليّ ، وأناعيم في أنعام جمع نعم وهو ما يرعى من الحيوان ورجالات في رجال جمع رجل وجمالات في جمال جمع جمل وهو المذكّر من الإبل.

واعلم أنّ الفرق بين الجمع وجمع الجمع أنّ الجمع إنّما يدلّ على آحاد كلّ واحد منها يكون فرداً من ذلك الجنس وجمع الجمع يدلّ على جموع كلّ واحد منها يشتمل على أفراد من ذلك الجنس فالجموع في جمع الجمع بمنزلة الآحاد في الجمع فإذا قيل : أكلب فالمراد أفراد الكلب فإذا قيل : أكالب فالمراد جموع من الكلب ولذلك قيل أنّ جمع الجمع لا يطلق على أقلّ من تسعة من أفراده كما أنّ الجمع لا يطلق على أقلّ من ثلاثة.

قال : المعرفة والنكرة.

فالمعرفة ما دلّ على شيء بعينه وهو على خمسة أضرب : العلم والمضمر ، والمُبْهم وهُوَ شيئان : (أسماء الإشارة والموصولات) ، والمعرّف باللام ، والمضاف إلى أحدها إضافة حقيقيّة.

والنكرة ما شاع في اُمّته نحو : جاءني رجل ، وركبت فرساً.

أقول : لمّا فرغ من الصنف السابع شرع في الصنف الثامن والتاسع ، أعني المعرفة والنكرة ، فقال : المعرفة ما دلّ على شيء بعينه ، وقد عرفته في أوّل الكتاب ، والمعرفة على خمسة أضرب :

العلم ، والمضمر ، والمبهم ، والمضاف إلى أحدها ـ وقد ذكرت ـ والمعرّف باللام سيجيء ، وقيّد المضاف بقوله : إلى أحدها أي إلى أحد المذكورات لأنّ الإضافة إلى غير المعارف لا توجب التعريف بل توجب

۵۶۷۴۴۱