فإنّ خبرها منصوب ، وقد يحذف خبر لا الّتي لنفي الجنس إذا دلّ عليه قرينة كقول العرب : لا بأس أي لا بأس عليك.

قال : واسم ما ولا المشبّهتين بليس نحو : ما زيدٌ منطلقاً ، وما رجلٌ خيراً منك ، ولا أحد أفضل منك.

أقول : الضرب الخامس من ضروب الملحق بالفاعل اسم ما ولا المشبّهتين بليس أي المرفوع بهما نحو : زيدٌ في ما زيدٌ منطلقاً ورجلٌ في ما رجلٌ خيراً منك وأحَد في لا أحَد أفضل منك ، وإنّما مثّل في «ما» بمثالين لإنّها تعمل في المعرفة والنكرة بخلاف «لا» فإنّها لا تعمل إلّا في النكرة وذلك لأنّهما إنّما تعملان لمشابهتهما بليس وشبه «ما» أكثر من شبه «لا» لأنّ «ما» لنفي الحال والاستقبال مثل ليس بخلاف «لا» لأنّه لنفي الاستقبال.

قال : المنصوبات على ضربين : أصل ، وملحق به ، فالأصل هو المفعول ، وهو على خمسة أضرب : المفعول المطلق : وهو المصدر ، نحو : ضربت ضرباً وضربةً وضربتين وقعدت جُلوساً.

أقول : لمّا فرغ من القسم الأوّل من أقسام المعرب وهو المرفوعات شرع في القسم الثاني أعني المنصوبات وإنّما قدّمها على المجرورات لأنّ المنصوبات في الكلام أكثر من المجرورات فيكون المنصوبات أصلاً بالقياس إلى المجرورات أو لأنّ عامل المنصوبات إنّما يكون فعلاً غالباً وعامل المجرورات لا يكون إلّا غير فعل أبداً ، وقد قلنا إنّ أصل في العمل فمعموله أيضاً يكون أصلاً والمنصوبات على ضربين كالمرفوعات أصل وملحق بالأصل ، فالأصل هو المفاعيل لأنّ عواملها أفعال حقيقيّة بخلاف باقي المنصوبات فإنّ عواملها إمّا حروف أو أفعال غير حقيقيّة والمفاعيل على خمسة أضرب :

۵۶۷۴۴۱